روايات

رواية شبكة العنكبوت الفصل الثاني عشر 12 بقلم آيات الصبان

رواية شبكة العنكبوت الفصل الثاني عشر 12 بقلم آيات الصبان

رواية شبكة العنكبوت الجزء الثاني عشر

رواية شبكة العنكبوت البارت الثاني عشر

رواية شبكة العنكبوت
رواية شبكة العنكبوت

رواية شبكة العنكبوت الحلقة الثانية عشر

( الوجع الرابع – مايسة )

تنهدت مايسة تنهيدة طويلة قبل أن تبدأ في سرد قصتها :

– أنا بقا كنت ومازلت بأشــتغل موظفــة صغيرة في بنك حكومي ، جــوزي كان معايا في الجامعة بس مكنــاش أصحاب ولا قريبين من بعض ، كان تنك وأنا كنت مدهولة أوي وساذجة وباتكسف من خيالي ، محصلش مناســبة نتعرف في الجامعة، كنت بشــوفه من بعيد لبعيد وعمري ما تخيلــت انه يكون جوزي ، كان معروف عنه أنه شــاطر ، والدكاترة بيحبوه، بس كان مالوش أصحاب كتير وحاسس بنفسه أوي ، أول ما خلص جامعة اشــتغل في بنك استثماري كبير ، مرتباته أحسن بكتير من البنك اللي أنا شغالة فيه ، عدى بعد التخرج حوالى خمس سنين

 

 

 

عمري ما شــفته فيهم ، ولا طبعا كنت أتصور إني هأشــوفه تاني ، أنا كمان اتخطبت فيهم لواحد وأهلي فسخوا معاه بسبب الإمكانيات ، فضل يقول كل سنة لأهلي هاجيب شــقة وميجبش لحد ما بابا صمم ينهى الموضوع ، كان طيب بس ظروفه على قده ، وبابا كان شايف إني باضيع

عمري معاه ، وأنا كنــت اتعلقت بيه طبعا وحبيته ، لكن فكرة إني أقف قدام اهلي علشانه كانت مستحيلة ، مش تربيتي ، أنا اتربيت على حاضر وطيب، وكمان هأقف قدامهم أقول لهم إيه؟ مكنش في حاجة تتقال ولا وعود ممكن تتصدق ، سمعت الكلام وسبته وقررت أنساه ، هو كان قليل الحيلة هو كمان ولما لقي مفيش فايدة خدها من قصيرها واختفى.

بعد أقل من ســنة من فســخ خطوبتي جــوزي اتقدملي جواز

 

 

 

 

 

صالونات عن طريق صديقة مشـتركة من أيام الجامعة ، الحقيقة كان عريس لقطة مقارنة بالأولاني ، شغلانة كويسة وشقة جاهزة وعنده عربية وماما وبابا شافوه مناســب جدا ، وبالتالي أنا وافقت ، بعد كده الحقيقة الشبكة اللي جابها مكنتش أحســن حاجة لكن بابا مدققش وكمان رفض يكتب قايمة أو مؤخر وبابا برضه عشان راجل طيب قاله احنا بنديلك بنتنا اللي أغلى من عنينا وبنشــرى راجل ، بابا كان شايف الشقة والوظيفة المستقرة والنجاح المهني والطموح والمستقبل أهم من الـكلام ده ، الله يرحمه كان دايما يقولي دي أهم صفات الزواج الناجح اما الشبكة فدي هدية منه ، والقايمة ما تضمنش السعادة .

»أسماء«:

 

 

 

 

 

– لحظة ألطم، هي القايمة فيها كلام ؟ أينعم أنا مكتبتش قايمة بس ده علشان مجبش حاجة من أصله ههههههه.

ضحك الجميع على دعابة »أسماء«، واستطردت »مايسة« حكايتها:

– المهم جوزي من أول يوم جواز كان راجــل عملي جدًا ، بيتعامل معايا زي ما يكون مدرس بيعامل تلميذة ، اعملي كذا، هاتي كذا، شيلي حطي، الرومانســية معدتش تمامًا على قاموس مفرداته، أنا عارفة انه جواز تقليدي لكن مــا خطيبي كان ارتباط تقليدي برضه لكن حببني فيه ، وكان حنين ولطيف، ده كان كلامه كلــه أوامر وكأنه عايز دايما يحط قواعــد ان أنا نمرة اتنين في العلاقة دي ، بعد شــوية عرفت ليه هو كدة، أولًا محب جدًّا للســيطرة ، ثانيا لأنه بخيل أوي ، والبخيل ده بيخاف يضحك في وشك لأحســن تطلبي منه حاجة ، فدايما راسم بوز على وشه وعامل فيها هموم الدنيا ركباه ومتكركبة على راسه علشان لا تتجرئي ولا تطلبي ، تدلعي يكسفك برزالة ويحسسك إنه مش الراجل اللي هيتبلف ، فهمته أكتر لما ابتدى يقولي البيت ده يمشى النص بالنص ، انتي بتشتغلي وبتســيبي البيت يبقي تدفعي ، لما اعرتضت وقولتله انت بتقبض اكتر منى بكتير يبقــي ازاي ادفع معاك نص

 

 

 

 

بنص ، قالي وأنا جايبلك شــقة تمليك ، وبادفع قسط عربية ، وانتي لما تدفعي هتمسكي إيدك وتخافي عالقرش ، ولقيته بيقولي لو شروطي مش عاجباكي تقدري تطلبي الطلاق ، الكلام ده بعد حوالي شهر من جوازنا ، لو الكلام ده كان وصل لبابا كان أكيد جراله حاجة ، ولو طلقني فعلا بعد شــهر كانت امي ماتت فيها ، سكت زي عادتي وعرفت انه استغلالي مش بخيل بس ، وقعدت أقنع نفسي إن كله للبيت ولينا ، وإننا بنبني مستقبلنا مع بعض ، ورضيت بالشروط وابتديت أدفــع نص مرتبي في البيت، وأحاول أدبر حالي بالنص التاني ، الحمدلله اني كنت لحقت أشـتري عربية قبل ما أتجوزه ، كان زماني بأنط في الأوتوبيسات ، المهم حياتنا كملت بالشكل ده ، كنت خايفة أخلف أول تلات ســنين بسبب جفاءه معايا ، ومعاملته الناشفة، لكن بعد إلحاح وضغط إحساس الأمومة فرحت لما لقيت نفسي حامل وجبت »دارين« .

»نورا«

– ما شاء الله ربنا يخليهالك، عندها قد إيه؟.

 

 

 

 

 

– عندها أربع سنين ، هي أحلى حاجة في حياتى .

ثم اكملت : أنا كان عندي أخ واحد ، اتوفى فجأة وعمره واحد وعشرين سنة ، مكنش عيان ولا حاجة ، كان أكبر مني بسنتين ، مات بهبوط حادفي الــدورة الدموية وهو بيتمرن في الجيم، ســاعتها ماما وبابا الحزن هدهم وأنا كنت باعتبر أخويــا صاحبي وكان قريب مني جدًا ، لو كان عايش أكيد كان وقف له.

تمتم الجميع عبارات المواساة :

– لا حول ولا قوة إلا بالله ، البركة فيكي.

– بعد ما خلفت بنتي بشــهرين ماما المرض اشتد عليها واتوفت ، وبابا حزن عليها جدا ، بس بعد سنة من عيشته وحيد ، لا عارف يطبخ ولا ينضف ، وأنا ساكنة بعيد وبأشتغل وجوزي زفت ومضيق عليا كل حاجة، اضطر بابا يتجوز واحدة أرملــة من عيلته ، بس طلعت مرات أب بجد، وبابا طبعا مش بتاع مشاكل ، وهي محسساه اني غيرانة اني أخدت مكان مامتها ، مع ان ده مش حقيقي ، لكن كنت بأزعل لما ألاقي صور ماما اتشالت ، أو الحاجات

 

 

 

 

اللي كانت بتحبها مش موجودة واسأل راح فين كذا ، اديته للبواب ، كذا ده ممكن يكون براد ماما كانت شايلاهمن جهازها ، صينية كانت جايباها من الحج وعزيزة عليها ، كأنها عايزة تقـضي على تاريخها كله ، وفضلت تبــوز في وشي لحد ما بطلت أروح عندهم خالص الا كل فين وفين ، كنت بأروح دمي يتحرق وأمشي .

المهم حمايا توفاه الله من سنة وجوزي ورث مبلغ محترم ، تصورت ان حياتنا هتتعدل كتير وهيفك الحزام شوية ، لكن الحياة بقت ماشية ناحية الأسوأ ، الاستخسار زاد والاستغلال ، وكمان الإهمال .

اللي جد بأة كان الخروج والســهر طول الوقت ، وكل ما اتكلم يقولي انتى عندك طفلة صغيرة برتبيها وانا مش هاتحبــس جنبك وانتى أهملتينــى من يوم ما خلفتي ، ويفضل يلومنــى ويتهمنى بالتقصير ، كرهني في حياتي ، شــايفني على طول وحشة ، بيتي مهرجل ، وكسولة ، ومش واخدة بالي من بنتي ، مش زي الستات ولا محافظة على مظهري ، وأنا أصلا معنديش تعريفة بتفضل من المرتب اللي بيلهف نصه علشان اتشــيك له زي الســتات ، ولا هو بيجيب لي حاجة ، ولا عمره جاب لي هدية ، الظريف بأة إنه مطلعني بخيلة علشان مبجيبش هدايا ولا أعمله مفاجأت في عيد ميلاده زي الســتات اللي أصحابه متجوزينهم ، طب ما انت ما بتعملش ، يبجح ويقول اللي يعمل السبت يلاقي الحد .

 

 

 

 

 

قاطعتها نورا في عصبية:

– ده بجح وعينه قوية ولا مؤاخذة مش راجل.

– دي حقيقة لأني أنا الراجل والست ومحدش شايل البيت ولا البنت غيري ومش عاجبه ، بصحي من النجمة ألف في ساقية ، ولا بأطلب قرش ولا عشرة ، وأيــوة بأتهد وأنام من المرمطة طــول اليوم ، آه ماليش في الجنس وبقيــت لوح تلج ، هيبقي ليا فيه ازاي وأنا حتى الكلمة الحلوة مش باسمعها، وحتى اللمسة الحنينة اللي ممكن تحرك مشاعري مش بأحسها ، آه باهرب منه ، آه بقيت عايشة وخلاص ، كدة كدة »خالد« مش شايف فيا حاجة عدلة ومبقتش فارقة ، مهما عملت أنا مقصرة.

 

 

 

 

الخلاصة في الفترة الأخيرة حسيت إن في حاجة جديدة في تصرفاته ، إحســاسي كان بيقولي إن في واحدة تانية ، التليفون على طول على ودنه، اهتمامه بنفســه زاد ، ده حتى غير نغمة موبايله ، كل حاجة بتقول إنه عايش قصة حب وهيمان ، إنتي عارفة ســاعات بأحس اللي جوايا مش غيرة ، اللي جوايا غضب، طب ليه مكنتش أنا الست دي اللي قلبت كيانك ، قصرت في إيه؟ ولو أنا مكنتش عاجباك من الأول وكنت جوازة والسلام ، ليه كملت وظلمتني؟ طب ما كنت وفرت علينا العذاب ده .

 

 

 

وســاعات بأحس إن اللي جوايا فضول ، نفسي أســمع بيقول إيه، نفسي أعرف إذا كان بيعرف يحــب ، بيعرف يقول كلام حلو، بيعرف يحس ويدلع ويصالح ويدادي ولا بيعاملها زيي؟ ، يمكن أهدا لو لقيته لطخ معاها هي كمان ، أو يمكن أكون ظالماه والموضوع مفيهوش ست تانية ، عايزة أعرف الحقيقة علشــان أرتاح ، لما شوفتك يا »ريم« كاتبة على جهاز التتبع والتصنت قلت لازم أسألك عشان أشتري واحد وأراقبه يمكن أوصل لحاجة.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شبكة العنكبوت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى